المنطقة الغربية: تحرص بلدية المنطقة الغربية على الاهتمام بالنباتات
البرية من خلال زراعتها ونشرها في الزراعة التجميلية والحدائق بمدن المنطقة الغربية، وذلك لما
تتميز به بعض هذه النباتات من خصائص بيئية وجمالية تؤهلها للإستخدام في مشاريع التجميل
الطبيعي.
وأكد سعادة سيف سعيد المزروعي
المدير التنفيذي لقطاع خدمات المدن وضواحيها بمدينة زايد أنه تمت زراعة أنواع
عديدة من النباتات البرية مثل الرمث والارطا والحاذ والزهر والغضا والمرخ والثمام
حيث بلغ عدد النباتات المزروعة 120,000 شتلة، خلال السنوات الثلاث الماضية. وشملت هذه
المواقع الطرق الداخلية والدوارات وموقف السيارات بالحديقة العامة وحدائق ودوارات الشعبية
الجديدة وشعبية بينونة، وذلك انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة، واهتمام سمو
الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية بأهمية زراعة النباتات
البرية المقاومة للعوامل المناخية التي تضمن التقليل من استخدام المياه، إضافة إلى
التقليل من الحاجة لصيانتها ورعايتها بشكل مستمر.
وأوضح بأن مشتل النباتات البرية بمدينة زايد
يضم العديد من النباتات البرية التي يتم انتاجها باستمرار وحسب مواسم الزراعة والنمو،
مشيراً إلى الخصائص التي تتميز بها نباتات البرية والتي تتمثل في تحملها لدرجات الحرارة العالية خلال أشهر الصيف،
وتحملها للجفاف. هذا إلى جانب مقاوتها لمعظم الأمراض والإصابات الحشرية والفطرية، كما أنها
لا تحتاج إلى أسمدة أو مخصبات زراعية، وكثير منها يتحمل ملوحة التربة وتكاد لا
تحتاج إلى أعمال صيانة دورية في حالة استخدامها في الزراعات التجميلية لذلك فإن
هناك فرص لتوفير المياه المستخدمة في مشاريع الزراعات التجميلية كون هذه النباتات لا تحتاج إلا لقدر يسير من
مياه الري. كما أن هناك فرص لتوفير مبالغ
مالية من خلال خفض التكلفة التشغيلية لهذه النباتات لأن احتياجاتها من الخدمات
الزراعية الأساسية محدودة مثل برامج التسميد والتقليم وعمليات الرش الوقائي
بالمبيدات بالإضافة إلى الري كما أن بعض الأنواع قابلة للقص والتشكيل.
كما أوضح سعادته أنه وباستمرار يتم جمع وحفظ بذورها وإكثارها ونشر زراعتها
لتجنب انقراضها بسبب الجفاف. وقال المزروعي أن من الفوائد المرجوة من إستخدام النباتات البرية في الزراعات
التجميلية: تقليل تلوث الهواء والتربة والضجيج فباستخدام النباتات البرية فلا حاجة
إلى الأسمدة العضوية أو الكيميائية ولا حاجة إلى عمليات الصيانة المميكنة هذا إلى
جانب تخفيض استخدام المبيدات الحشرية. كما أن النباتات البرية تعزز الاتصال
بالطبيعة المحلية بجمال ودفء المكان. بالإضافة إلى ان النباتات المحلية توفر بيئة
مناسبة للانواع المحلية من الحشرات النافعة
والطيور وغيرها من الكائنات البرية. لافتاً إلى أنه من خلال هذه الاستراتيجية يتوقع انخفاض التكلفة المائية والمالية في المشاريع
في حال تبنت دائرة الشؤون البلدية إدخال نباتات البيئة البرية في مشاريع الزراعات التجميلية
في إمارة أبوظبي وهذه النتائج لاشك أنها تعزز سياسة الحكومة في المحافظة على الموارد
الطبيعية واستدامتها وخاصة المياه الجوفية, كما أنها تعزز سياسة ترشيد الإنفاق على
مشاريع الحدائق والزراعات التجميلية التي تنفذها دائرة الشؤون البلدية.
وذكر بأن هناك بعض المعايير المعتمدة في اختيار النباتات البرية لمشاريع الزراعات التجميلية
منها مدى تحملها لدرجات الحرارة العالية وقلة احتياجاتها المائية ومدى تحملها للملوحة.
إضافة إلى قلة التكلفة التشغيلية، وتنوع ألوانها الزهرية والورقية, وتنوع بيئاتها من
جبلية وسهلية ورملية ونسبة وطريقة انتشارها وأطوالها وألا تكون موسمية.
مشيراً إلى أن باستخدام النباتات البرية في الزراعات التجميلية يمكن تحقيق العديد
من الفوائد كانخفاض استهلاك مياه الري وبنسبة توفير تصل إلى نحو 80% من معدل الاستهلاك
الحالي. وانخفاض تكلفة التشغيل والصيانة وبنسبة توفير تصل إلى نحو 60% من التكلفة الحالية.
علاوة على تقليل نسبة التلوث وذلك نتيجة لقلة عمليات التسميد واستخدام المبيدات الحشرية،
والمحافظة على الموارد الطبيعية وخاصة المياه الجوفية واستدامتها، وكذلك المحافظة على
النباتات البرية وخصوصا المهددة بالانقراض. بالإضافة إلى إبراز النباتات البرية كنباتات
تجميلية وإلقاء الضوء عليها كجزء من هوية المنطقة، كما أن نباتات البيئة البرية حلت
مشكلة تسرب المياه في الطرق الرئيسة وتحقيق السلامة المرورية.
وتشير بعض الدراسات إلى وجود نحو 755 نوعاً
نباتياً في صحراء الإمارات تندرج تحت 81 فصيلة, وعلى الرغم من قلة التنوع
البيولوجي النوعي للنباتات البرية إلا أن تلك الأنواع القليلة الموجودة تمثل ثروة
هائلة, لما تحتويه من جينات لها مقدرة هائلة على تحمل الظروف البيئية القاسية من
ملوحة وحرارة وجفاف.